هذا الموضوع يُبسط مفهوم الخطة الاستراتيجية وتبين مشاكل تطبيق الخطة الاستراتيجية لدى المنظمات.
يمكن القول أن التخطيط الاستراتيجي Strategic Plans عبارة عن عملية شاملة أو نتيجة أو خارطة طريق يخرج بها أصحاب المصلحة Stakeholders داخل المنظمة لتحديد ما ينبغي أن تُصبح عليه الأعمال و تؤسس لعوالم تساعد المنظمة للتحرك الى مستويات أعلى في الإنجاز خلال السنوات القادمة !
تُبين الخطة الاستراتيجية أين أنت الآن، وما هو المهم بالنسبة لمنظمتك لتركز عليه، وما الذي يجب أن تُنجزه خلال الفترة القادمة.
لا بد للتخطيط الاستراتيجي أن يصف الرسالة والرؤية والقيم الأساسية للمنظمة، ويستكشف التهديدات والفرص للأسواق او المجالات المستهدفة ويؤخذ بعين الاعتبار الأولويات الحالية والمستقبلية للمنظمة.
هل يمكن أن تقوم المنظمات بعمل خطتها الاستراتيجية مُعتمدين على طاقمها الداخلي فقط؟
يصعب أن يكون الجواب “نعم” ! إذ أَن مُعظم العاملين في المنظمات التجارية أو الخيرية أو الحكومية لديهم ما يُشغلهم من أعمال تم تعيينهم في المنظمة لأدائها، وقد لا يكونوا على اطلاع على كافة المنهجيات وطرق تصميم الاستراتيجيات، لذا يُوصى بشدة بأن يُركز منسوبي المنظمة على تنفيذ الاستراتيجية عوضاً عن تأسيسها من البداية وإسناد هذه المهمة لمختص أو جهة استشارية تُشرف على عملية التخطيط بمشاركة أصحاب العلاقة.
دور الطرف الاستشاري في صياغة الاستراتيجية هام جداً, ومستشار التخطيط الاستراتيجي – والذي يسمى أحيانا بـ Facilitator – دوره يكمن في مساعدة الفريق الإداري للمنظمة في تطوير وتبني الخطة الاستراتيجية والتأكد من الإحاطة بكافة جوانبها وفق منهجيات معتمدة.
كثيرةٌ هي المهام المناطة بهذا المستشار فهو مسؤول عن دفع وقيادة العجلة أثناء عملية التخطيط… ويعمل على المساهمة في تبني فريق المنظمة للاستراتيجية ومن انخراط الأطراف اللازمة في عملية التخطيط،
هو يساعد أيضاً على استخراج الأفكار والأهداف وتفكيكها ووضعها في إطارها المناسب ومناقشة توافقها مع الاستراتيجية وفق منهجيات علمية، ويتأكد من جودة المخرجات وصلاحيتها للتطبيق من خلال ورشات عمل مكثفة ومُرَكزة.
مكونات الخطة الاستراتيجية
يمكن للخطة الاستراتيجية بأن تأتي بأشكال مختلفة، لكن أغلب الخطط الفعالة تحتوي على:
- الرؤية Vision
- الرسالة Mission statement
- قيم المنظمة
- التحليل الرباعي SWOT Analysis
- الميزة التنافسية
- الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى
- الاهداف والمبادرات الاستراتيجية قصيرة المدى
- بطاقة الأداء المتوازن ومؤشرات الأداء KPI
وقفت على العديد من الشركات الكبيرة التي تعمل دون تخطيط استراتيجي وبعضهم كان عنده خطة استراتيجية موجودة بداخل مُغلفٍ فخم ومطبوعةٍ على أوراقٍ فاخرة، ويُفرد لها صفحات على موقع الشركة على الانترنت! لكن للأسف محتواها لم يخرج عن إطار الدُرج الذي يحتويها وما يُطبق منها لا يكاد يُذكر …. ويتساءل أصحاب القرار في المنظمة عن سبب الفشل وبطئ الإنجاز!!!
من أهم الأسباب التي قد تؤدي الى فشل تطبيق الخطة الاستراتيجية:
- عدم وجود قناعة \ أو وعي بأهمية التخطيط الاستراتيجي. بعض الشركات تضع الخطة الاستراتيجية ليُقال أن لديها خطة وحسب!
- عدم أخذ بيئة المنظمة أثناء التخطيط بعين الاعتبار والتركيز على النتائج وإهمال عملية التغيير.
- عدم التبني أو الالتزام الجزئي لمجلس الإدارة أو المدراء التنفيذيين.
- إشراك الأشخاص الخطأ في عملية التخطيط مما يؤدي الى حصول تضارب أثناء عملية تنفيذ الخطة
- تعيين الأشخاص الخطأ في المناصب القيادية
- اعداد الخطة بناء على بيانات غير دقيقة.
- ضعف المتابعة وعدم المسائلة لمسؤولي تنفيذ الاستراتيجية
- ضعف في الموارد اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية أو وضع الأهداف بطريقة غير صحيحة (قد تكون غير واقعية أو مبعثرة ) تؤدي الى قلة التركيز!
في المكتب الاستشاري الذي أعمل به (مكتب المسارات الرائدة للاستشارات الإدارية و تقنية المعلومات) أطلعني بعض الاستشاريين المعتمدين دولياً على حالات رائعة لاستشارات طُبقت لمنظمات خيرية أَحدثَ التخطيط الاستراتيجي فيها نقلة نوعية! بل إن بعض المنظمات قادها الالتزام بخطتها الاستراتيجية الى الحصول على جوائز متميزة في العمل الخيري.
ختاماً: الخطة الاستراتيجية شيء رائع…. تطبيقها بشكل سليم قد ينقل منظمتك الصغيرة الى مستويات عالية ويفتح أمامها مجالات لم تعتقد يوماً أنه من الممكن بلوغها .
في الموضوع القادم بإذن الله، سأتحدث عن أهم الأدوات التي تساعد في تطبيق الاستراتيجية وقياس فعاليتها وهي أداة Balance Scorecard أو بطاقة الأداء المتوازن.
شاركني معلوماتك حول تحديات تنفيذ الخطة الاستراتيجية في منظمتك.
الله يكرمك بش مهندس ….. موضوع مهم لأصحاب المناصب الإدارية العليا
“خطة استراتيجية موجودة بداخل مُغلفٍ فخم ومطبوعةٍ على أوراقٍ فاخرة، ويُفرد لها صفحات على موقع الشركة على الانترنت! لكن للأسف محتواها لم يخرج عن إطار الدُرج الذي يحتويها وما يُطبق منها لا يكاد يُذكر ….”
كأنك بتتكلم على شركتنا 🙂
أشكرك يا بشمهندس على هذا الموضوع المهم، لكن لعل التخطيط الاستراتيجي والذي من أهم مبادئه تحليل الواقع ومن ثم استقراء المستقبل ووضع الرؤية والأهداف لتتحقق خلال فترة زمنية طويلة نسبياً ربما من 3 سنوات الى 5 سنوات أو أكثر، يواجه صعوابات في عالمنا العربي وحتى في العالم كله وهو صعوبة استقراء المستقبل والتغيير السريع والمتسارع للأحداث فهل سيبقى التخطيط الاستراتيجي مجدي أم هناك ما هو جديد أو يحتاج الى التجديد.
دمتم بخير
أهلا بك أ.سمير
الحقيقية، استشراف المستقبل أمر ليس بالسهل خصوصا في ظل غياب الكثير من المتغيرات والمعلومات، لكن هذا لا يمنع بتاتاً من صياغة خطة وأهداف يتم السعي لتحقيقها …
مهما كان مُخرج وطموح الخطة التي تُنشئها فأنت على الأقل تكون قد أوجدت معياراً تستطيع أن تُحاسب نفسك أو منظمتك عليه وهو أفضل من لا شئ !
وكما يُقال: من لم يخطط للنجاح، فهو حتماً خطط للفشل
شكرا لمرورك
اشتقنا لتدويناتك الثمينة يا أبوأسامة ..
بس رأي صغير لو سمحت: أعتقد إدراج تحليل SWOT في التخطيط التشغيلي مفيد وفعال أكثر منه في التخطيط الاستراتيجي حيث استخدام اسلوب السيناريو أو pfeiffer للتخطيط الاستراتيجي سيكون أكثر فعالية وعمقا
مجرد رأي
الله ينفع فيك يا طيب
حياك الله عزيزي أبو يحيى ..
كما تعلم أن التخطيط التشغلي يأتي بمستوى تحت التخطيط الاستراتيجي ، إذ أن التخطيط التشغلي يجب يُترجِم الخطة الاستراتيجية والتي تُصاغ بوجود أعضاء مجلس الادارة وإلا فإن هنالك فجوة كبيرة ستحصل بين رغبة مجلس الادارة وما يتم على الواقع ومن ثم تفشل الخطة الاستراتيجية!
عودة الى تحليل SWOT …..
لا بد من إدراج هذا التحليل في الخطة الاستراتيجية التي تُعتبر دفة القيادة الأولى للمنظمة والتي يتوجب أخذ نقاط القوة والضعف الموجودة داخل المنظمة بعين الاعتبار وكذلك الفرص والتهديد الخارجي وذلك حتى تضمن بناء اهداف الاستراتيجية واقعية.
وللاستفادة القصوة من مخطط SWOT يجب بعد بناءه أن يُحول الى مصفوفة وتُربط العناصر فيما بينها لمعرفة الاولويات لصياغة الأهداف بشكل صحيح !
فمثلا… يتوجب التركيز على نقاط الضعف المرتبطة بالتهديدات الخارجية،
كأن تجد أن من نقاط الضعف في المؤسسة أن “رضى العاملين منخفض ” ومن نقاط التهديد الخارجي أن “هنالك فرص عمل كبيرة في السوق”… وبالتالي يتوجب عليك عند بناء الاستراتيجية بأن تصيغ هدف مثل : “إيجاد بيئة عمل جاذبة”
وأيضا من المهم التركيز على ربط نقاط القوة مع الفرص كأن تجد مثلاً أن لديك عمالة محترفة ونادرة وهنالك فرص خارجية أن السوق يفتقر لهذه العمالة … وبالتالي يتوجب عليك في صياغة الاستراتيجية التركيز على التسويق لخدماتك أو توسع شريحة عملائك وهكذا…..
أتوقع أنه من الصعب جدا صياغة خطة استراتيجية دون معرفة وضع الشركة الحالي والتي يكشفها مخطط SWOT
أشكرك على إثارة هذه النقطة عزيزي 🙂
الاهداف الاستراتيجية يجب ان تحدد بشكل واضح ومرن قابلة للتكيف مع اي ظروف محيطة بالمنظمة لتحقق على اتم وجه .. كذلك توفير الكادر صاحب الخبرة والكافاءة لتحقيق هذه الاهداف
مشكور علي الموضوع
مشكور يا باش مهندس عالطرح الراقي والجميل
يعطيك الف عافية
حبذا لو نعرف بعض المؤسسات الخيرية التي طبقت الاستراتيجيات ونجحت فيها وتصور وافي عن هذه الاستراتيجات، حيث من خبرتني الطويلة في المؤسسات الخيريةهي تعاني من ضعف في كل المستويات البنيوية، ولا تكاد تنجح في تطبيق اي استراتيجية، لذا اقترح نموذج مسهل للجمعيات الخيرية يقوم على اهداف مرحلة واضحة قابلة للقياس، لان فرصها كبيرة لكنها مهدورة. للاسف
مقال منسق ومرتب بخطوات سهله وبسيطة . ايصال المعلومة للقارئ اعجبني . تستحقون الشكر