في إحدى الاستشارات التي قدمتُها لشركة قررت تغير نظام الـ ERP لديها من برنامج Microsoft Dynamics GP الى Dynamics Axapta رغبةً في تجاوز الفشل الذريع لنظام GP على حد زعمهم ! إذ أصبح الموظفين تضيع أوقاتهم بإدخالات عقيمة, والإدارة غير واثقة من تقارير ومخرجات البرنامج اللامنطقية.
من تحليلي للوضع كان هنالك العديد من الأخطاء الكارثية اُرتكبت أثناء الإعداد الأول للنظام وتفاقمت المشاكل بشكل معقد مع الوقت.
قرار التغيير الى برنامج آخر كان خطأً أدهى وأمر! ولن يحل الإشكالية لأنها لم تكن لها علاقة لها بالبرنامج!
كما ذكرت, هنالك أخطاء كثيرة وقعت عند بداية تطبيق البرنامج ,أحد هذه الأخطاء هو موضوع طريقة الترميز (Coding) والتي انحصرت في أسماء العملاء والأصول الثابتة والأصناف!
بتدوينتي هذه سأدخل بشئ من التفصيل عن الترميز والمنهجية المتبعة باستخدامه, وهذه المقالة مقدمة الى مقالة أخرى سأنشرها في الأسبوع القادم إن شاء الله أتحدث فيها عن مزيد من الأمثلة وعن كيفية رسم سياسة الترميز و الأخطاء الأكثر شيوعاً لدى استخدامه.
ماذا يعني الترميز ولماذا نستخدمه :
بعيداً عن الأنظمة المحاسبية وباختصار.. يُقصد بالترميز: هو إعطاء رمز مُختصر فريد لكل ما هو كبير أو معقد.
فحينما أخبرك أني اشتريت جوال (HTC HD) ستعرف مباشرة شكل وربما تفاصيل هذا الجوال ولو احتجت الى تفاصيل أكثر ستبحث بالانترنت مستخدما هذا الرمز HTC HD.
أين يستخدم الترميز ؟
يُستخدم في العديد من مجالات الحياة, أهمها: ترميز البضائع, أسماء الموردين, العملاء, الأصول الثابتة , تخطيط مواقع المستودعات, بل أنه في يوم ولادتك تحصل على رمز فريد وهو رقم الهوية (الرقم الوطني).
فوائد الترميز:
- إيجاد رموز أو أرقام فريدة لشئ معين (Unique)
- معرفة مواصفات ما يشير إليه الصنف وبالتالي يسهل حفظه
- سهولة استخراج التقارير بناءً على الترميز.
طرق الترميز :
بما أنه بالمثال يتضح المقال, سنأخذ مثال عن الطرق المتاحة أمام قسم الموارد البشرية بترقيم موظفيها الموزعين على إدارات الشركة الأربعة بالشكل التالي* :
اسم الموظف | الإدارة | الجنسية | سنة التعيين | الرمز الوظيفي |
أحمد | تقنية المعلومات | سوريا | 1990 | ؟؟ |
رجب | المبيعات | مصر | 2000 | ؟؟ |
مصعب | الحسابات | الأردن | 1999 | ؟؟ |
وسيم | تقنية المعلومات | سوريا | 1999 | ؟؟ |
سعود | المبيعات | السعودية | 2000 | ؟؟ |
يمكن استخدام أحدى الوسائل التالية لملئ الرمز أو الرقم الوظيفي :
- استخدام الارقام:
وتكون على أحد نمطين:- إعطاء أرقام تسلسلية عند تعين كل موظف جديد (مثل: أحمد رقمه 100,خالد رقمه 101 ..الخ) .
هذا النوع من الترميز تكاد فوائده أن تكون معدومة إذ أن الرقم لا يدل على شئ من الفوائد المذكورة آنفاً, ولا يمكن بناء أي تقرير على هذا الرمز ولا يمكن الاستدلال على أي مدلول من هذا الرقم! فهو أشبه ما يكون بترقيم السجناء في زنازينهم ! - تحديد أرقام يكون لها معنى, فمثلا الموظف الذي باشر العمل في سنة 1990 في قسم التقنية يُعطى الرمز 17-1990-63-100 حيث يمثل رقم 100 اسم القسم و هو التقنية, رقم 63 يدل على الجنسية السورية, و رقم 1990 سنة المباشرة بالعمل, رقم 17 أي أنه الموظف رقم 17 في هذا القسم .
يعتبر هذا الترميز أكثر فائدة من الذي قبله ويمكن أن تعرف معلومات عن الموظف بمجرد النظر الى رقمه , لكن يبقى فهمه حكراً لمن يعرف ماذا يعني كل رقم.
- إعطاء أرقام تسلسلية عند تعين كل موظف جديد (مثل: أحمد رقمه 100,خالد رقمه 101 ..الخ) .
- استخدام الرموز والأرقام :
وهو الذي يلبي احتياجات التصنيف بجميع جوانبه تقريباً .
فبالمثال أعلاه يمكن استبدال رمز الموظف 17–1990-63–100 بالشكل التالي: IT–SYR–1990–17 أعتقد أنه مفهوم دون الحاجة لتفصيله .
لنلقي نظرة على الجدول التالي, ستجد أن جميع المعلومات قد اختزلت بشكل بسيط :
رقم الموظف | اسم الموظف |
IT–SYR–1990–17 | أحمد |
SLS-EG-2000-15 | رجب |
ACC-JO-1999-09 | مصعب |
IT–SYR–1999–29 | وسيم |
SLS-SA-2000-90 | سعود |
ببساطة ودون برنامج ERP يمكنك الآن من خلال إكسل فلترة النتائج واستخراج تقارير الموظفين بحسب البلد أو حسب القسم أو حسب سنة التعيين.
موعدنا يتجدد في القسم الثاني بإذن الله.
*على اعتبار أن الموظف لا يمكن أن يتنقل بين إدارات الشركة وإلا فوضع رمز الإدارة في الترميز يعد خطأ .
عزيزي منذر اتفق معك و لكن الا تري ان المسئول عن ادخال الاكواد قد لايعلم كافة البيانات حول ما يقوم بتسجيله فيأتي علي سبيل المثال ببيانات العملاء ناقصة غير مكتملة فهو قد يري انه محتاج فقط لإصدار الفاتورة فيقوم بتسجيل كود العميل باي تسلسل ومن ثم يقوم بتسجيل اسمه فقط لتحرير الفاتورة دون النظر إلي استكمال كافة البيانات
اري ان من المهم ان يكون لدي الشركة دراية كافية وتدريب ومتابعة لعملية الترقيم ويا حبذا لو قام بالرنامج بالترقيم بناء علي المدخلات لسهل الامر وانتظمت عملية التكويد.
بأختلف معك أنه الطريقة الأولى عقيمة ..
الطريقة التانية ممكن نتعمل مشاكل لو الموظف طلع من الشركة و رجع مرة تانية أو انتقل من فرع لفرع أو غير جنسيته و هادا وارد جداً …
شكرا أخ أحمد على تعقيبك , وأتفق تماماً بأن سبب أخطاء الترميز هو جهل من يقوم بتأليف الرمز نفسه.
وبالنسبة الى المثال الذي ذكرته , فعادة نقوم بتعديلات برمجية على البرنامج لوضع الأكواد, فمثلا لو كنا نصنف العملاء بحسب أماكن توزعهم الجغرافي , يقوم البرنامج بسؤال الموظف عن مكان تواجد العميل , والموظف هنا عليه الاختيار من قائمة , وبالتالي البرنامج هو الذي يصرف له رمز جديد ضمن معايير تُبرمج بشكل مسبق وليس الموظف.
ماشاء الله عليك, والله أني كنت حايس بالموضوع ذا وانت حليت لي مشكلة كبيرة
أقول, ممكن تعيرني دماغك لساعة وحدة بس ؟
الله يديك الصحة والعافية
شكرا اخ عماد على تعقيبك
عقم الطريقة الأولى يكمن في عدم اتضاح الرمز وعدم معرفة مدلول هذا الرقم.
والمشكلة ستكون أكبر لو كان الترميز يكون على الأصناف (البضائع) .
أشرت في نهاية ما كتبته الى:
“*على اعتبار أن الموظف لا يمكن أن يتنقل بين إدارات الشركة وإلا فوضع رمز الإدارة في الترميز يعد خطأ .”
أي:
أن المتغيرات من الخطأ تضمينها بالرمز
سأوضح هذا الأمر في الجزء الثاني عن الأخطاء في الترميز …
شكرا
جزاك الله تعالى خيرا و زادك الله علما و بصيرتا
نعم من اساسيات اي عمل هو الترميز
حيث انه من خلاله تضبط دليلك الحسابي و دليل الموارد البشرية و دليل البضائع
و هذا حقيقة كثير من الشركات لا تهتم به فكم من الشركات غيرت دليلها الحسابي أو مايسمى بالشجرة المحاسبية اكثر من مرة
و كذلك دليل الاصناف يجب الانتباه كثير اليه عند وضعه فمن خلاله يسهل استخراج تقارير المخزون و كذلك خروجها بالشكل الصحيح
لذا ارى انه من الضروري على اية شركة تريد ان تبدأ بنشاط تجاري جديد هو وضع سياسات الترميز بشكل واضح كل في اختصاصه
فالحسابات يقوم بهاالمدير المالي
و المستودعات مدير المستودعات
و شؤون الموظفين مدير شؤون الموظفين
هكذا كل في اختصاصه
و لا يخفى عليكم ضرورة احاطة مدير المستودعات خاصة بالاصناف التي ستدخل مستودعاته بكل تفاصيلها مثلا من ناحية علاقتها فيما بينهاوانواعهاومصدرهاو….و…….
و كذلك الامر في قسم الحسابات يجب على المدير المالي ان يكون لديه احاطة كاملة بنشاط الشركة
مثلا فروع الشركة و مستودعاتها (نوع البضائع جاهزة ام تصنيع ) التي تتعامل معه ان كانت شركة تجارية مثلا و هكذا
راجيا من الله تعالى ان اكون قد اضفت معلومة مفيدة لهذه المقالة الرائعة
و شكرا
من وجهة نظري وخبرتي المحدودة في برنامج Dynamics GP قد ألخّص شروط ترميز المدخلات فيما يلي:
1- أن تكون مختصرة وسهلة قدر المستطاع ..حتى يسهل تداولها بين المستخدمين
2- أن تكون ذات دلالات ومعنى لذوي الاختصاص ..يعني لا نضع مثلاً ترميز للأصناف يفهمه المدير الإداري ويجهله موظفو المستودع والمبيعات !!
3- إذا لم تكن هناك أي آليات في البرنامج لتصنيف المدخلات عند الاستعلام والتقارير.. فيبنغي أن يتضمن الترميز مقطع لتصنيف الفئة وفقاً لرؤية ذوي الاختصاص من المستخدمين والمستفيدين من التقارير (كتصنيف المخزون مثلاً، أو الأصول الثابتة أو العملاء أو الموردين …الخ) حتى يسهل فرزها وتصنيفها عند الحاجة.
4- لا ينبغي أن يتأثر الترميز بأي متغيرات كتغير الزمان أو المكان أو العدد فلا نضع رمز الفرع مثلاً في ترميز الموظف إذا كنا نعلم أنه يمكن أن ينتقل في وقت ما إلى فرع آخر، ولا نضع رمز القسم في ترميز الأصل الثابت إذا كان من الممكن نقله إلى قسم آخر … وهكذا
والله تعالى أعلم
يعطيكم العافية…أرى أنه يجب على الشخص الذي يقوم بعملية الترميز أن يوثق الأسس التي اتبعها وطريقة الترميز ليسهل على من يتولى العملية من بعده أداء العملية بنفس الطريقة.
ولي سؤال بالنسبة للكود أو الرمز ، هل يجب أن يكون محدد الخانات والأجزاء؟
شكرا لمداخلاتكم..تحياتي
أهلا أخي عبده, صحيح عملية التوثيق يجب أن تكون من أهم الأمور لتستمر عملية الترميز القياسية .
اما تعدد الخانات والأجزاء, فلا يوجد معيار قياسي لهذا , ويختلف هذا بطبيعة الأصناف التي تتعامل بها
جزاك الله خيرا.هل توجد طريقة اخرى للترميز؟
اود ان اضيف الى مقالتكم الرائعة فى هذا المجال الحيوى للمؤسسات الانتناجية و الخدمية على السواء الاتى:خصائص الترمز الجيد يجب ان يكون
-عدم التكرار-مختصر قدر الامكان من حيث عدد الاحرف او الارقام لسهولة فهمه-يحوى دلالة او معلومات مختصرة عن الشىء المعبر عنه.و لتحقيق ذلك يجب عند تصميم نظام ترقيم معين مراعاة الاتى:
-الفهم الجيد لوظيفة النظام و حجم مكوناته وهل هى محدودة او فى تزايد مع الوقت مثل المخزون-يتشكل رقم التصنيف من ارقام فقط او حروف فقط او الاثنين معا حسب طبيعة الشئ الموصوف -مناقشة المستخدمين على التصميم النهائى لتركيبة رقم التصنيفcode قبل تفعيلة للتأكد من مدى فهمه و ملائمة لهم.
شكرا على إضافتك أحمد
بالاصل اغلب الانهيارات التي تحدث للشركات هو بالاساس بكون سوء باعداد النظام المحاسبي لان في بعض الشركات عندما تعمل نظام بكون في غلط وبس بدها تعدل النظام بكلفها تكاليف عاليه جدا
جزاك الله كل خير
شرح رائع اخي منذر بارك الله فيك